تجلى عظمة
الله ولطفه بعباده في هذا التصميم
الرائع للكون ، وهذا التوازن الموجود
فيه ، لكن الإنسان بتدخله الأحمق
يفسد من هذا التوازن ، في المجال الذي
يعيش فيه ، وكأن هذا ما كانت تراه
الملائكة حينما خلق الله آدم – قال
تعالى : (هو الذي خلق لكم مافي الأرض
جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن
سبع سماوات وهو بكل شئ عليم . وإذ قال
ربك للملائكة إني جاعل في الأرض
خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس
لك قال إني أعلم ما لاتعلمون ) سورة
البقرة الايتان 29، 30 .
وجد أن
للتلوث آثاراً ضارة على النباتات
والحيونات والانسان والتربة ، وسوف
نناقش هذا الأثر الناتج عن تلوث
الهواء :
- صحياً : تؤدي زيادة الغازات السامة إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون ، كما أن زيادة تركيز بعض المركبات الكيمائية كأبخرة الأمينات العضوية يسبب بعض أنواع السرطان ، والبعض الغازات مثل أكاسيد غاز النتروجين آثار ضارة على الجهاز العصبي ، كذلك فإن الإشعاع الذري يحدث تشوهات خلقية تتوارثها إن لم يسبب الموت .
- مادياً : يؤدي الاى الآتي:
- يؤدي وجود التراب والضباب إلى عدم إمكانية الرؤية بالطرق الأرضية والجوية .
- حدوث صدأ وتأكل للمعدات والمباني ، مما يؤثر على عمرها المفيد ، وفي ذلك خسارة كبيرة .
- التلوث بمواد صلبة يحجز جزءاً كبيراً من اشعة الشمس ، مما يؤدي إلى زيادة الإضاءة الصناعية .
- على الحيوانات : تسبب الفلوريدات عرجاً وكساحاً في هياكل المواشي العظمية في المناطق التي تسقط فيها الفلوريدات ، أو تمتص بواسطة النباتات الخضراء ن كما أن أملاح الرصاص التي تخرج مع غازات العادم تسبب تسماً للمواشي والأغنام والخيول ، وكذلك فإن ثاني اكسيد الكبريت شريك في نفق الماشية .
- أما
الحشرات الطائرة فإنها لا
تستطيع العيش في هواء المدن
الملوث ، ولعلك تتصور أيضاً ما
هو المصير المحتوم للطيور التي
تعتمد في غذائها على هذه الحشرات
، وعلى سبيل المثال انقرض نوع من
الطيور كان يعيش في سماء مدينة
لندن منذ حوالي 80 عاماً ، لأن
تلوث الهواء قد قضى على الحشرات
الطائرة التي كان يتغذى عليها .
- على النباتات : تختنق النباتات في الهواء غير النقي وسرعان ما تموت ، كما أن تلوث الهواء بالتراب ، والضباب والدخان والهباب يؤدي إلى اختزال كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض ، ويؤثر ذلك على نمو النباتات وعلى نضج المحاصيل ، كما يقلل عملية التمثيل الضوئي من حيث كفاءتها ، وتساقط زهور بعض أنواع الفاكهة كا البرتقال ومعظم الأشجار دائمة الخضرة ، وتساقط الأوراق والشجيرات نتيجة لسوء استخدام المبيدات الحشرية الغازية ، وكمثال للنباتات التي تتأثر بالتلوث محاصيل الحدائق وزهور الزينة ، والبرسيم الحجازي ، والحبوب ، والتبغ ، والخس ، واشجار الزينة ، كالسرو ، والجازورينا ، والزيزفون .
- على المناخ : تؤدي الإشعاعات الذرية والانفجارات النووية إلى تغيرات كبيرة في الدورة الطبيعية للحياة على سطح الأرض ، كما أن بعض الغازات الناتجة من عوادم المصانع يؤدي وجودها إلى تكسير في طبقة الأوزون التي تحيط بالأرض ، والتي قال عنها القران :( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون ) .
إن تكسير
طبقة الأوزون يسمح للغازات الكونية
والجسيمات الغريبة أن تدخل جو الأرض
، وان تحدث فيه تغيرات كبيرة ، أيضاً
، فإن وجود الضباب والدخان والتراب
في الهواء يؤدي إلى اختزال كمية
الاشعاع الضوئي التي تصل إلى سطح
الأرض ، والأشعة الضوئية التي لا تصل
إلى سطح بذلك ، تمتص ويعاد إشعاعها
مرة أخرى إلى الغلاف الجوي كطاقة
حرارية فإذا أضفنا إلى ذلك الطاقة
الحراية التي التي تتسرب إلى الهواء
نتيجة لاحتراق الوقود من نفط وفحم
وأخشاب وغير ذلك ، فسوف نجد أننا نزيد
تدريجياً من حرارة الجو ، ومن يدري ،
إذا استمر الارتفاع المتزايد في درجة
حرارة الجو فقد يؤدي ذلك إلى انصهار
جبال الجليد الموجود ة في القطبين
واغراق الأرض بالمياه ، وربما كان
ذلكما تشير إليه الآية رقم 3 في سورة
الانفطار : ( وإذا البحار فجرت ) .حيث
ذكر المفسرون أن تفجير البحار يعني
اختلاط مائها بعضه ببعض ، وهذا يمكن
له الحدوث لو انصهرت جبال الجليد
الجليدية في المتجمدين الشمالي
والجنوبي .
ملخص من كتاب القرآن
الكريم وتلوث البيئة -للمهندس محمد
عبد القادر الفقي
ليست هناك تعليقات :