أنت حينما تحلم، فأنت لا تغير ماضيك، بل، تغير مستقبلا ينتظرك... لذا، ليس هناك من رحلة أشق من عودة إلى ماض، فى حين كل ما تملكه، هو الحاضر.. ودوما المستقبل، هو الحلم الممتد، الذى تسعى إليه،... وهو يُشترى بالحاضر.. والحياة نفسها أمل.. ولا يجب أن يكون هناك شئ، يقف دونه الأمل.. وهو في حد ذاته نوع من السعادة، بل قد يكون أكبر سعادة يمكن للمرء أن يمتلكها .. ضرورة في كل حال.. فلا تخف كثيرا من موت،.. بل من حياة ناقصة، دون أن تحلم، أو تحب. . ولا يجب أن يخشى المرء موتا، بل من ألا يبدأ في الحياة. والحياة السعيدة تحتاج للقليل، فهي بداخلك، وتكمن في طريقة تفكيرك. العيش بسعادة، قوة من قوى الروح الكامنة. وما تعيش به تموت به، ولا يهم كيف يموت المرء، بل كيف يحيا.. وقيمة المرء لا تزيد عن طموحاته. والحياة نفسها مشكلة للحكيم.. وهى نتاج أفكارنا. والروح، ذاتها تأخذ لون أفكار صاحبها، ولا يمكن للمرء أن يجد مأوى أهدأ، ولا سكنا أكثر سكونا، من روحه، لأن الهدف أن يهرب المرء من أن يجد نفسه، في مصاف مجانين مرضى، وأرذال حمقى. والجميع يسعى وراء السعادة، دون أن يلاحظ إحتمال وجودها، أمامه مباشرة... والحب، دائما ما يجد طريقه، كالموت.. لكننا لا نعرف كيف نحب مطلقا، فقد تجد نفسك غارقا، فيه،.. لا تدرى أين الحقيقة، إلا فى وجه وطيف من تحب، تائها.. لذلك فإن من تتحكم بـه العواطف، لا يرى إلا جانبا واحدا مما يراه،.. فإذا استطعت أن تثبت أنك لست بحاجة، الى الحب، فلا تحب أبدا.. وهذا شيئ مستحيل.. وليس بإرادتك.. والمرء يحب لأنه يحب، ولا يوجد سبب للحب،.. فلا تعرف متى بدأ، ولا تعرف متى يتوقف،.. مع الحب، تشعر أن كل شئ دائما جديد.. وعندما يظهر، لا يُرى إلا نوره فى حين تغيب ظلاله عنا، إلا على الروح.. ومع ذلك، فإثنان لا يعرفان بعضهما البعض.. يجتمعان على شيئ كبير، اسمه الحب.. لا يستطيع أي منهما، فعل شيء.. تعارفت وتآلفت روحاهما فى عالم آخر، من قبل.. حقيقة تقع، قدرا،.. ونحن بحاجة إليها.. تشعرك بأشياء لا تتكرر.. وتعرف ما هو مختلف تماما، عن أشياء، كنت تعرفها جيدا فى الحياة، من قبل، لكنها باتت مغايرة لكل ما تعهده.. وقد تعطي أحدا دون حب، لكن لا يمكن أن تحب أحدا، دون أن تعطى.. من هنا، لا يوجد إلا طريقة واحدة للتعاسة، أن تكون بلا قلب.. فلا تحب، ولا تعطى من روحك،.. فلا يعرف إليك الحب، من سبيل، ولن.. والحقيقة أحيانا، هى ما لا نعيشه، إنما ما نكتشف أننا لم نعشه.. ولذا، فالسعادة الوحيدة في هذه الحياة، هي أن تحِب وتحَب.. وهذه حقيقة أخرى.. ورغم شدّة غرورالحياة، فدوما أيا كانت الحقيقة، فهى تأتي على مهل،.. وقد تأتى فجأة، تدهمك، وروحك.. لكنّها تأتي دائما، فلا تقلق.. ولا تشكك فيها..، لأنها تأتى، لتبقى مشرقة، وتذهب أنت، ونفسك.. ومنها الحقيقة الكبرى،.. الحب، رغم أنه واحد من عواطف كثيرة.. وهذا أمر آخر.. لا قبل لثلة من البشر، به،.. لا يعرفونه أو يدركونه أبدا... كما لا يعرفون ما ينتظرهم، من غيب، له وقت مقدر، ومحسوم.. حقيقة، واقعة بهم، لا محالة... فإن وقعت بهم، نكروا أنفسهم، ولم يعرفوها مطلقا..