هرت فكرة تخزين محتويات الكتاب على ذاكرة جهاز إلكتروني وتصفحه عبر الشاشة في بداية السبعينات، إلا أنها لم تلق اهتماماً يذكر في البداية بسبب العلاقة الحميمة التي ربطت القارئ منذ القدم مع كتابه الورقي، ومع تطور الفكرة أصبح تبنيها يعطي مزايا هامة مقارنة مع الكتب التقليدية يصعب مقاومتها، مما أدى إلى إنتشارها شيئاً فشيئاً على نطاق واسع. خاصة وأن التكنولوجيا قدمت قارئ كتب إلكترونية مناسب للسفر والعمل والمنزل وبأسعار إقتصادية كذلك الأمر، كما إنه يمكننا العثور على قارئ كتب إلكترونية مستعمل من خلال إحدى مواقع الإعلانات المجانية أيضاً كما في مصر.
للكتب الإلكترونية مميزات عديدة، أول هذه الميزات: هي السهولة في عمليات النقل، والتحميل، والتخزين، والنشر، والتوزيع، والحمل، والقراءة حتى بدون إضاءة والوصول الى المحتويات وعن بعد وعلى أجهزة متنوعة مثل الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية إضافةً للقارئ الخاص بها. ثانياً: توفير أدوات إضافية كالوسائط المتعددة السمعية والبصرية والوصل مع أجهزة العرض الضخمة لإستعراضها أمام الطلاب، وإستخدام الأقلام والتعليق وتمييز النص، وترك إشارات وتغيير نوع وحجم الخط والترجمة، والبحث عن كلمات ومعاني، وإمكانية استخدام حاسة السمع بدلاً من النظر. ثالثاً: إمكانات إضافية توفُر النسخ بإستمرار وعدم نفاذها، الربط السريع بالمراجع العلمية المقتبس منها وتخزين محتويات مكاتب بأكملها على شرائح ذاكرة محدودة الحجم والوزن. رابعاً: تكاليف منخفضة، فالكتاب الإلكتروني أقل كلفةً، ويمكن تعويض فقدانه، كما تتوفر ملايين الكتب مجاناً على الإنترنت. مقابل الميزات نجد بعض العيوب أيضاً، مثل صعوبة ملاحقة التغيرات التقنية المتسارعة، وكلفة الأجهزة وسهولة عطبها وفقد البيانات، وإمكانية انتهاك الخصوصية.
على صعيـــد تطـــوير صناعـــة المحتـــــوى العربي الرقمـــي، انضمت أكثر من 20 دار نشر عربية من مصر ولبنان والكويت والأردن إلى مشروع لإغناء محتوى المكتبة الإلكترونية التابعة لــ "بوابة الكتاب العربي" وتزويدها بما يربو عن عشرة آلاف محتوى كخطوة أولى، بين كتب ومراجع وبحوث علمية تغطي مختلف التخصصات في شتى حقول المعرفة. خطوة أولى سيتبعها إنضمام دور نشر عربية وغربية أخرى، وصولاً إلى إنشاء قاعدة معلوماتية غنية تستند إلى شبكات رقمية تابعة لجامعات، ومؤسسات أكاديمية، سواء عامة أو خاصة. ينتظر أن تجعل منها أول مكتبة إلكترونية من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومرجعية أساسية للمؤسسات الأكاديمية، وأن تشكل قفزة نوعية في مجال التعليم الرقمي، نظراً لاحتوائها على أدوات تفاعلية مبتكرة قلَّ نظيرها، كما سيوضع محتواها العلمي العربي الغني بالمصادر والبحوث والمراجع الكبرى الصعبة المنال، في خدمة الطلبة والباحثين. إضافة للسعي إلى توفير كتب عِلمِيّة وأدبية من مصادرها الأصلية، ترفد الكتب المترجمة. هذا وستمكّن الأدوات التفاعلية المتقدمة المتاحة وصول المؤلفين إلى المحتويات وتحديثها باستمرار ونشر إصدارات جديدة وإضافتها عليها مع الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية للناشر والمؤلف، مما سيفيد أيضاً في الحد من فوضى الاقتباس والنقل دون توثيق المراجع.
ليست هناك تعليقات :