» » الكذب عند الأطفال



يعتقد علماء النفس أن الأطفال الذين يفترون الكذب في وقت مبكر من حياتهم قد ينجحون أكثر من أقرانهم لاحقًا, إذ يرون أن النشاط المعقد للدماغ أثناء الاختلاق مؤشر على ذكاء مبكر. وأظهرت دراسة أُجريت في كندا أن خُمُس عدد الأطفال البالغين من العمر سنتين قادرون على الكذب, بينما ترتفع النسبة إلى 90 بالمئة في سن الرابعة, وتبلغ ذروتها في سن الثانية عشرة. ويرى مدير معهد دراسات الطفل في جامعة تورونتو الدكتور كانج لي أن على الوالدين ألا يقلقوا إذا كان طفلهم يفتري الكذب, لأن هذا لا يعني أنه سيتحول حتمًا إلى مريضٍ بالكذب, بل هي علامة أنه بلغ مرحلة فارقة من تطوره النفسي . إن الكذب في سن 4-5 سنوات يدل على الخيال وخصوبته عند الأطفال, ويكون نتيجة اختلاط الخيال بالواقع. أسباب الكذب: للكذب عدة أسباب فقد تكون خصوبة الخيال عند الاطفال أحد أهم أسبابه, فيبدأون بتأليف الروايات, أو قد يلجأ الطفل للكذب ليحمي نفسه من العقاب, أو ليدخل السرور إلى أهله ويجذب اهتمامهم, بسبب انشغالهم عنه أوعدم اهتمامهم به, وقد يلجأ للكذب بغية الحصول على شيء يريده. إن عدم وجود مثل أعلى لدى الطفل قد يشكل ممرًا مفتوحًا لدخول هذه العادة إلى شخصيته, وهذا المثل لاينبغي أن يكون بعيدًا عنه (رغم وجوب وجود الشخصيات المثلى ليقتدي بها في حياته), لكن وجود هذا المثل في حياته وبيئته (والمقصود بهذا والدا الطفل والأقرب إليه) يعتبر العامل الأكثر أهمية لأنه غالبًا مايميل لتقليد من هم حوله, كما يعتبر وجود هذا المثل الأعلى أول خطوة من خطوات الحل. أما إذا كان الطفل خصب الخيال فمن المفيد جدًا مشاركته في خيالاته وتركه يتحدث عنها أو يرسمها لأن هذا يخفف من الحاجة لديه إلى سردها أو قولها لمن هم حوله. العقوبة البدنية غالبًا ماتزيد الأمر سوءًا وتعقيدًا والأجدى والأنفع للطفل (حتى لايخرج من مرضٍ ليدخل آخر) أن يقوم الوالدان بمكافأة طفلهما عند قوله الحقيقة في لحظة شجاعة. لطالما كان الأسلوب القصصي الأكثر تأثيرًا لدى الأطفال, فإخبارهم قصصًا عن الصادقين ونتائج الصدق أبلغ في التأثير في نفوسهم من النصح المباشر, ولايفضل أن تكون هذه القصص نتيجة مباشرة لحادثة كذب عند الطفل حتى لايشعر أنه الشخص السيء في القصة المروية له. وتجدر الإشارة هنا أن إظهار الريبة والشك بأفعال الطفل وأقواله تعزز لديه الرغبة بالكذب, لذا يجب تحنب التوجه بالسؤال للأطفال بصيغة التحقيق معهم والتشكيك بأقوالهم, وفي حال تعذر الوصول إلى الحقيقة دون السؤال المباشر يستحسن إهمال الموضوع حتى وقت آخر ليستطيع الطفل تقبل النصائح في جو بعيد عن الخوف والتقريع. كما يستحسن الابتعاد عن الألفاظ النابية والنعوت السيئة بحق الأطفال لأن هذا يدفعهم للكذب لتحسين صورتهم أمام أنفسهم وأمام أهلهم. وعلى كل حال, فإن الطفل إذا نشأ في بيئة تحترم الصدق, ويفي أفرادها دائماً بوعودهم, فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله. وهذا إذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية الطبيعية, من اطمئنان, وحرية, وتقدير, وعطف, وشعور بالنجاح, واسترشاد بتوجيه معقول. منقول

 بقلم أ.سمية السلمي
مشاركة

عن المدون 9007755725

بوشيخي مدون عربي من المغرب ،أهتم بكل ماهو جديد في عالم التربية و التكوين ،المواضيع التقنية و عالم الانترنيت
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد