هل تساءلت يوما أين ذهب قلمي وقد كان منذ قليل بين يدي ، أو بحثت عن نظارتك فوجدتها على عينيك ؟! كثيرون منا سيجيبون .. بنعم ، يعود سبب هذا إلى أن الذاكرة لم تكن حاضرة بصورة مباشرة في اللحظة التي وضعت فيها القلم في ذاك المكان ، لهذا لم تسعفك سريعا ً في تذكر مكانه. أما في حالات أخرى يكون الأمر أخطر وأكثر تطورا ً ، حين يعاني الدماغ من نقص في التروية أي نقص امداد الدم نتيجة ضيق أو انسداد جزئي في أحد الشرايين الموصلة للدماغ , مما يعني قلة الأكسجين والمغذيات التي يزود بها الدماغ والتي تعد أساساً لأداء وظائفه الحيوية بشكلها الأمثل . وبما أن الذاكرة أحد مسؤوليات الدماغ المهمة إن لم تكن الأهم ,فانها تتعرض في مثل هذه الحالات للضرر أيضاً , وجراء ذلك تنتج صعوبات وإعاقات عديدة في مهام الجسم المختلفة. يتنوع العلاج الطبي للمرضى في هذه الحالة ما بين عمليات جراحية أو أدوية تساهم في تسهيل وصول الدم للدماغ، لكن علاجاً آخر باستخدام المستخلصات النباتية بات ممكناً. هذا ما اشارت له دراسة حديثة نشرت في المجلة الماليزية للعلوم الطبية والتي تصدر عن جامعة سينز الماليزية (Universiti Sains Malaysia (USM , حيث قام الباحثون بتجربة مستخلص بذور الرمان على مجموعة من إناث الفئران بعد أن تم تعريضهم لنقص التروية الدماغية, ودراسة آثاره العلاجية. بينت نتائج الدراسة أن مستخلص بذور الرمان أظهر أثراً علاجياً واضحاً أسهم في تحسين الذاكرة بشكل ملحوظ لدى هذه المجموعة من الفئران , وأُرجع سبب هذه الفاعلية إلى مركبات الفينول والفلافونيدات التي تسهم في جعل هذا المستخلص مضاداً قوياً للأكسدة، و ذا دور مهم في حجب الجذور الحرة (Free Radicals ) التي تؤثر سلباً على الدماغ. ومن الجدير بالذكر ما بينته دراسات عديدة عن أهمية ثمرة الرمان في التأثير العلاجي والوقائي أيضاً ضد أنواع عدة من السرطانات، إضافة للقيمة الغذائية لها نتيجة المحتوى العالي من فيتامين ج ، ومن العناصر المعدنية المختلفة مثل الكالسيوم والفسفور والصوديوم والبوتاسيوم التي تعزز صحة الإنسان ومناعته. لهذا فلا عجب من أن يذكر المولى عزوجل هذه الثمرة في محكم تنزيله كأحد ثمار الجنان، وقد حباها بكل هذه المنافع لعباده في الدنيا “فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ”.
ليست هناك تعليقات :